سيارات المستقبل تبدأ صفحة جديدة مع البيئة
العرب أونلاين ـ منال العابدي: جدل محتدم وصراع خفي يعلو تارة ويهبط أخرى ولكنه لا يهدأ أبدا، يدور رحاه بين السماء والأرض، بين "الايكونومي والايكولوجي"، أي بين رجال الاقتصاد وحماة البيئة، بين شركات صناعة السيارات التي تدفع بأحدث وأقوى السيارات الفارهة على "الأرض" وبين الحكومات التي تجاهد من أجل تنقية الهواء و"السماء" من انبعاثات الغازات السامة وما بين الاثنين يقف المواطنون حائرين، ماذا يركبون وماذا يتنفسون؟
لحسم هذا الخلاف أخرجت صناعة السيارات من جعبتها حافزا تزعم انه سيكون لصالح الصناعة والمناخ في آن واحد وهو إنتاج سيارات كهربائية تعمل ببطاريات الليثيوم والمحركات الهجينة المحافظة على البيئة.
وقد كشفت شركة نيسان موتور اليابانية لصناعة السيارات مؤخرا عن سيارتها الكهربائية التي طال انتظارها وأطلقت عليها اسم"الورقة" "في إشارة إلى ورقة الشجرة" متخذة خطوة في اتجاه هدفها بقيادة صناعة السيارات في مجال انهاء انبعاث الغازات المسببة لتلوث البيئة.
وهذه السيارة متوسطة الحجم وتصميمها قريب جدا من السيارات المزودة بمحركات عادية وهي مجهزة ببطارية ليثيوم-ايون تمكنها ـ بحسب نيسان ـ من اجتياز مسافة أكثر من 160 كيلومترا دون شحنها، وتبلغ سرعتها القصوى 140 كيلومترا في الساعة، وتنوي الشركة تسويقها بشكل مكثف اعتبارا من نهاية العام 2010.
وتنوي نيسان على المدى الطويل اطلاق مجموعة كاملة من السيارات الكهربائية مراهنة على الحماسة التي تثيرها التكنولوجيات التي تحترم البيئة وحول المنافع الضريبية التي ستوفرها الحكومات المختلفة لهذا النوع من السيارات "النظيفة".
وكانت نيسان ـ وهي ثالث أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان وشريكتها الفرنسية رينو ـ من أقوى المناصرين في صناعة السيارات لصناعة سيارات كهربائية بشكل تام وأعلنتا عن خطط للتسويق الجماهيري لهذه السيارات النظيفة ولكن الباهظة الثمن بشكل عالمي في 2012.
وهذه الوسيلة هي الدراجة الهوائية "بيديليك" المدعومة بمحرك كهربائي صغير يجعل استخدام الدراجة عند صعود المرتفعات أيسر كثيرا.
وقد سجلت هذه الدراجة انتشارا سريعا بالفعل في الصين حيث تم بيع نحو 20 مليونا منها العام الماضي.
لكن العديد من شركات السيارات تتجه إلى إنتاج السيارات "النظيفة" التي تقلل من الانبعاثات الكربونية، ففي ألمانيا ذكر مارتن فينتركورن الرئيس التنفيذي لشركة فولكس فاغن إن التخلص من أي سيارة صنعت قبل عام 1999 تسير على الطرق الألمانية حاليا سيقلص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 11.5 مليون طن.
وفي إطار حرصها الدائم على تلبية رغبات عملائها تعتزم شركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات تدشين خطوط إنتاج السيارات الكهربائية وطرحها في الأسواق بحلول عام 2011. وفي هذا السياق أعلنت الشركة في مقرها بباريس أنه من المقرر طرح أربعة موديلات جديدة في المرحلة الأولى، منهما موديلان يعملان حتى الآن بمحركات احتراق داخلي، ألا وهما سيارة الصالون العائلية وسيارة الشحن "كانغو رابيد". وفيما بعد تنوي رينو طرح طراز جديد تماما مصمم بحيث يعمل بالطاقة الكهربائية فقط ومخصص للقيادة داخل المدن. وستختتم الشركة سلسلة طرازاتها الجديدة في عام 2012 بسيارة صالون مدمجة ذات مؤخرة مائلة. ومن المزمع أن يتم تصميم هذا الطراز الجديد على غرار السيارة "ميغان" أشهر طرازات الشركة.
ويبدي المهندس نيغر قناعة راسخة بأن قوة الهواء تنطوي على فرصة حقيقية لتفجير ثورة تكنولوجية في صناعة السيارات العالمية البالغة قيمتها نحو تريليوني دولار، مؤدية الى تحسين نوعية الحياة الحضرية بصورة جذرية والحد في مجرى العملية من حجم الانبعاثات الكربونية وتلوث البيئة.
www.manshet.com